سورة فصلت - تفسير تفسير الواحدي

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
تفسير السورة  
الصفحة الرئيسية > القرآن الكريم > تفسير السورة   (فصلت)


        


{وقيضنا لهم} أيْ: سبَّبنا لهم {قرناء} من الشَّياطين {فزينوا لهم ما بين أيديهم} من أمر الدُّنيا حتى آثروه {وما خلفهم} من أمر الآخرة، فدعوهم إلى التَّكذيب به، وأن لا جنَّة ولا نار، ولا بعث ولا حساب. {وحقَّ عليهم القول في أمم} مع أممٍ بالخسران والهلاك. وقوله: {والغوا فيه} أَيْ: عارضوه بكلامٍ لا يُفهم من المُكاء، والصَّفير، وباطل الكلام {لعلكم تغلبون} ه على قراءته فيترك القراءة.


{ربنا أرنا اللذين أضلانا من الجن والإنس} يعنون: إبليس وقابيل؛ لأنًّهما أوَّل مَنْ سنَّ الضَّلالة {نجعلهما تحت أقدامنا ليكونا} في الدَّرك الأسفل من النَّار.
{إنَّ الذين قالوا ربنا الله} أَيْ: وحَّدوه {ثمَّ استقاموا} على التَّوحيد، فلم يشركوا به شيئاً {تتنزل عليهم الملائكة} عند الموت {ألا تخافوا} ذنوبكم {ولا تحزنوا} عليها؛ فإنَّ الله يغفرها لكم.
{نحن أولياؤكم في الحياة الدنيا وفي الآخرة} أَيْ: أنصاركم وأحباؤكم، وهم قرناؤهم الذين كانوا معهم في الدُّنيا من الحفظة، يقولون لهم: لن نُفارقكم في القيامة حتى ندخلكم الجنَّة. {ولكم فيها ما تدَّعون} تتمنَّون وتسألون.
{نزلاً} أيْ: جعل الله ذلك زرقاً لهم مُهيَّئاً.
{ومَنْ أحسن قولاً ممن دعا إلى الله...} الآية. قيل: هو رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ لأنَّه دعا إلى توحيد الله. وقيل: إنَّها نزلت في المُؤّذِّنين.
{ولا تستوي الحسنة ولا السيئة} {لا} زائدة. {ادفع} السَّيئة {بالتي هي أحسن} كالغضب يُدفع بالصَّبر، والجهل بالحلم، والإِساءة بالعفو {فإذا الذي بينك وبينه عداوة} يصير لك كأنًّه صديقٌ قريبٌ إذا فعلت ذلك.
{وما يلقاها} أَي: ْ ما يُلقَّى هذه الخصلة {إلاَّ الذين صبروا} بكظم الغيظ واحتمال الأذى {وما يلقَّاها إلاَّ ذو حظ عظيم} وهو الجنَّة.
{وإمَّا ينزغنك من الشيطان نزغ} أَيْ: إنْ صرفك عن الاحتمال نَزْغُ الشَّيطان {فاستغذ بالله} من شرِّه وامض على حلمك.
{ومن آياته} علاماته التي تدلُّ على أنَّه واحدٌ {الليل والنهار والشمس والقمر..} الآية.
{فإن استكبروا} أي: الكفَّار. يقول: إن استكبروا عن السُّجود لله {فالذين عند ربك} وهم الملائكة {يسبحون} يُصلُّون له {بالليل والنهار وهم لا يسأمون} لا يملُّون.


{ومن آياته أنك ترى الأرض خاشعة} مُغبَّرةً لا نبات فيها {فإذا أنزلنا عليهم الماء اهتزَّت} تحرَّكت بالنًّبات {وربت} انتفخت وعلت، ثمَّ تصدَّعت عن النَّبات.
{إنَّ الذين يلحدون في آياتنا} يجعلون الكلام فيها على غير جهته، بأن ينسبوها إلى الكذب والسِّحر {لا يخفون علينا} بل نعلمهم ونجازيهم بذلك.
{إنَّ الذين كفروا بالذكر} أَيْ: بالقرآن {لما جاءهم وإنَّه لكتاب عزيز} منيعٌ من الشَّيطان والباطل.
{لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلقه} أي: الكُتب التي تقدَّمت لا تبطله، ولا يأتي كتابٌ بعده يبطله. وقيل: إنَّه محفوظٌ من أن ينقص منه فيأتيه الباطل من بين يديه، أو يزاد فيه فيأتيه الباطل من خلفه.
{ما يقال لك إلاَّ ما قد قيل للرسل من قبلك} أَيْ: إنْ كذَّبك قومك فقد كذَّب الذين من قبلك.
{ولو جعلناه قرآناً أعجمياً} لا بلسان العرب {لقالوا لولا فصلت} بُيِّنت {آياته} بلغتنا حتى نعرفها {أأعجمي وعربي} أي: القرآنُ أعجميٌّ، ونبيٌّ عربيٌّ {قل هو} أي: القرآن {للذين آمنوا هدى} من الضَّلالة {وشفاء} من الجهل {والذين لا يؤمنون} في ترك قبوله بمنزلة مَنْ {في آذانهم وقرٌ وهو} أي: القرآن {عليهم} ذو {عمى} لأنَّهم لا يفقهونه {أولئك ينادون من مكان بعيد} أَيْ: كأنهم لقلَّة استماعهم وانتفاعهم يُنادون إلى الإيمان بالقرآن من حيث لا يسمعونه لبعد المسافة.
{ولقد آتينا موسى الكتاب فاختلف فيه} بالتَّكذيب والتَّصديق، والإِيمان به والكفر كما فعل قومك {ولولا كلمة سبقت من ربك} بتأخير العذاب عن قومك {لقضي بينهم} لفرغ من هلاكهم {وإنهم لفي شك منه} من القرآن {مريب}.

1 | 2 | 3 | 4